رهام: مرحبا بك جانيت. إنه شرف كبير أن تكوني ضيفة بودكاست رهاميات. أول ضيفة ناطقة باللغة الإنجليزية. على الرغم من أن معظم مستمعينا يتكلمون اللغة العربية ولكنني بعد ورشة الكتابة التي كنتِ تقودينها لم يسعني إلا أن أنتهز الفرصة وأستضيفك في هذا البودكاست كي تشاركي مستمعينا الأعزاء حكمتك. فأهلا بك.
جانيت: إنه من دواعي سروري أن أكون معكم اليوم.
رهام: فلنبدأ بأن تعرفينا على نفسك. كيف تفضلين تقديم "جانيت ويندل" لمستمعين أغلب الظن أنهم لم يقرأوا أيا من كتبك أو رواياتك أو أعمالك.
جانيت: ببساطة شديدة ككاتبة يقولون لك أن تكتبي ما تعرفينه، فأنا أكتب كتبا عالمية من كتب الإثارة (التشويق) تدور أحداثها في أوساط مثل حرب مكافحة المخدرات ومناطق النزاع في جمهورية الكونجو الديمقراطية والأوضاع في أفغانستان اليوم.
لماذا؟ لأنني نشأت كإبنة لمواطنين أمريكيين في مناطق حرب العصابات في الأمازون. وكنت أربي أولادي في بوليفيا وسط حرب مكافحة المخدرات، وعلى مدار سني حياتي عشت في عدة بلدان وزرت أكثر من ٣٦ دولة في كل أصقاع الكوكب. فالناس الذين التقيت بهم والأماكن التي ذهبت إليها والرسالة التي أودعها الله في قلبي انتهى بها الأمر أن تكون المادة والقصص في رواياتي.
رهام: لبنان إذا هو البلد الـ ٣٦ الذي زرتـِه؟
جانيت: نعم. لبنان هو البلد السادس والثلاثون وأنا في غاية السعادة أن أكون هنا.
***
رهام: أخبرينا عن البدايات. كيف بدأتِ بالكتابة؟
جانيت: إنه أمر مثير للإهتمام. كنت أكتب منذ نعومة أظفاري بسبب مدرستي الممتازة التي كانت تشجعنا على كتابة الأبحاث والمواضيع المختلفة منذ السنوات الأولى لدراستنا. لذا فقد أصبحت كاتبة جيدة لأنني كنت تلميذة جيدة ولكن خلال سنوات الشباب توقفت عن الكتابة للفروض المدرسية وكبرت وتزوجت وأنجبت ثلاثة أطفال فوجدت نفسي في بلدة صغيرة في جنوب بوليفيا في منتصف أمريكا الجنوبية، ومع ظروف سفر زوجي الذي اعتاد أن يغيب لمدة أسبوعين على التوالي في كل مرة ، اعتدت البقاء بصحبة أطفالي الثلاثة وبضعة كتب كنت قد قرأتها مرات عدة لدرجة أنني حفظتها عن ظهر قلب.
وفي يوم ن الأيام وبينما أطفالي نيام خطرت ببالي فكرة: إذا لم يكن هناك كتاب آخر متاح لي كي أقرأه فلأكتب أنا إذا هذا الكتاب. وهكذا بدأت فعلا في كتابة قصص عن المغامرات التي عشتها في طفولتي ونشأتي في غابات الأمازون وقصص أخرى من حياتي جمعتها في أول كتاب لقصص الأطفال ولم أتوقف عن الكتابة منذ ذلك الحين.
في الحقيقة أنا بدأت الكتابة نتيجة الملل البحت لأنه لم يكن لدي أي نشاط آخر لأقوم به. فالتلفاز والأفلام وأمور أخرى لدينا قد تكون معطلات كافية لنا، فإذا كنت تريد البدء في الكتابة عليك إذا أن تشعر بالملل للدرجة الكافية ألا يبقى لديك أمر آخر تفكر به سوى الكتابة.
***
رهام: يظن البعض أن الكتابة هواية رومنسية، سأجلس بجوار البحر وأنتظر الإلهام ثم أدوّن أمرًا ما وهاأنذا أجد نفسي وقد ألّفت كتابًا عظيمًا، لكننا نعلم أن الكتابة هي فعل انضباط. حدثينا أكثر عن الكتابة كعمل وكشغل وكانضباط.
جانيت: إن الكتابة هي صعب أمر قد قمت به وسأقوم به في حياتي على الإطلاق. لدي نصيحة أقدمها بعد أن سمعتها من كاتب معروف: إذا استطعت الامتناع عن الكتابة فافعل ذلك، لأن الكتابة ستكون أصعب أمر تقوم به، سوف تمزق قلبك وروحك وعقلك. إذا لم تتمكن إلا أن كتب فأنت إذًا كاتب وتحتاج أن تكتب قدر استطاعتك. وهذا أنا، أنا كاتبة وأعجز عن الامتناع عن الكتابة. ولكن الأمر الذي تعلمته هو الإنضباط. إذا كنت تنوي الجلوس منتظرا الإلهام فهو لن يأتيك. عليك أن تقول لنفسك: سأقوم بهذا كأي عمل آخر أو أي دراسة أخرى في الجامعة. سأجبر نفسي على الجلوس في الكرسي وسأكتب، سواء كان ما أكتبه جيدًا أم سيئًا فلن أنهض من جلستي قبل أن أنجز ما حددته لنفسي.
هناك نصيحة أخرى أود إضافتها هنا قد تعلمتها وأحب مشاركتها مع الآخرين وهي أنكِ تحتاجين أن تعطي نفسكِ الصلاحية بأن تكتبي بشكل رديء لأن الناس عادة ما ينتابهم الشعور بأنني لا أملك الإلهام الكافي لأني غير قادرة عل كتابة الكلمات الأمثل على الورق. ولكن ما تحتاجين فعله هو أن تجلسي وتكتبي مهما كانت كتابتك رديئة، اكتبي، لأنكِ بمجرد أن تفرغي كلماتك على الورق يمكنك عندئذ أن تعيدي قراءة ما كتبتِه كي تقومي بالتنقيح ليصبح جميلا. لذا فأنا أقول: اسمحي لنفسك أن تكتبي بشكل سيء لكن تعلمي أن تحرري وتنقّحي ما كتبتِه بشكل ممتاز.
***
رهام: هذه نصيحة عظيمة. هل لديك نصائح أخرى أو تشجيع للكتاب اليافعين؟ قد لا يكونون يافعين في السن ولكنهم حديثون على هذه الهواية أو المهنة، فما الذي ترغبين في قوله لهم؟
جانيت: هناك نصيحتان أقدمهما لأي شخص يود أن يكتب. النصيحة الأولى: اقرأ اقرأ اقرأ اقرأ. والنصيحة الثانية: اكتب اكتب اكتب اكتب.
أقول هذا لأنني عندما بدأت في الكتابة كنت في بلد في وسط أمريكا الجنوبية حيث اعتاد زوجي على السفر كثيرا ولم يتح لي أي مؤتمرات للكتاب أو كتب عن الكتابة أو أي شيء من هذا القبيل. ولكنني كنت قد قضيت حياتي منذ الطفولة وأنا أقرأ بنهمٍ كل الكتب العظيمة، لذا فأنت عندما تقرأ تملأ ذهنك بأنماط الكتابة للمحترفين وبأساسيات السرد القصصي، تمامًا كالموسيقي الذي يملأ ذهنه بالموسيقى الرائعة ستملأ ذهنك عن طريق القراءة وهذا سيعلمك الكتابة أكثر بكثير مما ستتعلمه جراء الاستماع إلى أستاذ يحاضرك في الجامعة.
الجانب الآخر هو: اكتب. لن تتمكن من أن تصبح كاتبًا جيدًا دون أن تكتب تمامًا مثل استحالة أن تتعلم آلة موسيقية دون التمرين والتمرين والتمرين مهما كانت درجة موهبتك. لذا فإلى جانب قراءة الأدب العظيم والكتب بكل أنواعها، اقرأ بنهم، لكن بعد ذلك اكتب. ينصح البعض بأن تكتب كل يوم. ولكنني لا أجدها نصيحة عملية على الدوام لأن حياتنا مليئة بالمعطلات. أعتقد أنه من العملي أكثر أن تحددي وتقولي لنفسك سأكتب لمدة هذا الكم من الساعات كل أسبوع. سواء اضطررتُ للقيام بذلك في يوم واحد لأنه هو الوقت الوحيد المتاح لدي أو أن أكتب لمدة ساعة أو نصف الساعة يوميًا. اكتب اكتب اكتب اكتب لأنك لن تتعلم أن تكتب بشكل جيد دون ممارسة.
رهام: هذا رائع. هل تودين إضافة أية نصيحة ختامية؟
جانيت: أجل، نحن ككُتّاب نميل أحيانًا إلى الإنعزالية ولكن نصيحتي، إلى جانب أن تقرأي قدر استطاعتك وأن تكتبي قدر استطاعتك، أيضًا أن تجدي شخصية قد تكون هي الأخرى من عشاق الكتابة وأن تتشاركا كتاباتكما معًا لكي تعرفي رأيها لتحسين كتاباتك وتتعرفي على الجوانب التي تتقنينها أو النواحي التي تحتاجين تغييرها.
رهام: ممتاز. دون غيرة أو منافسة، ستقرأ هي أعمالك وأنت تقرأين أعمالها بهدف فائدة بعضكما البعض.
جانيت: نعم هذا صحيح.
رهام: كيف يمكن للناس التواصل معك عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو أن يجدوا كتبك في المكتبات أو على الإنترنت؟
جانيت: أسهل طريقة للعثور على كتبي هي من موقع أمازون عند كتابة إسمي في خانة البحث أو عبر فيسبوك أو على الموقع الإلكتروني بإسمي.
رهام: وسأحرص على أن تكون الروابط متاحة لكل هذه المواقع ومتضمنة في معلومات حلقة اليوم. أود تقديم جزيل شكري لوقتك وتشريفك لنا. هل ترغبين في قول كلمة ختامية للمستمعين؟
جانيت: شكرا جزيلا لكم. قد أتحتم لي أن أكون جزءا من هذا اللقاء وأنا في غاية الإستمتاع بزيارة هذه المنطقة الرائعة من العالم.
الاستماع إلى الحلقة مباشرة من هنا